الموضوع المحوري ١- التعبئات الاجتماعية والسياسات العامة وأشكال إعادة تشكيل الساحات السياسية
تضع الأحداث الجارية مسألة المجال السياسي في صلب التفكير الخاص بمستقبل المجتمعات المغاربية والشرق أوسطية. ولطالما وُصفت الميادين السياسية في المنطقة بالخاملة، إلا أن الاضطرابات الحادة التي شهدها حقبة ٢٠١٠ دفعت باحثي العلوم الاجتماعية إلى إعادة التفكير في منهجياتهم ومقارباتهم ونماذج أبحاثهم. بيد أن هذه الأحداث الجسام أفصحت كذلك عن أهمية فهم التغييرات السوسيوسياسية في إطار زمني طويل المدى، ذلك أن ثورات "الربيع العربي" بتوابعها تأتي من رحم تطورات ونزعات عميقة. هذا ويندرج الهدف المشترك من استقراء التحولات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي والإسلامي في إطار رؤية ثلاثية المحاور:
التعبئات: بمختلف أشكالها كالحراكات الاجتماعية والكفاحات النقابية وتسييس ملف الأقليات الجنسية والثقافية والدينية وتشكل تحالفات احتجاجية وبروز انقسامات اجتماعية وإقليمية وجيلية جديدة وحركات العصيان المسلح وغيرها.
العمل العام: يشتمل هذا المحور علي السياسات العامة وإصلاح الدول والتجمعات المحلية (عبر اعتماد اللامركزية والهيكلة المناطقية أو الأقلمة، إلخ) والمقاربات القطاعية (كالعدل والأمن والصحة والتعليم والبيئة وسياسات الهجرة الراحلة والوافدة، إلخ) وأشكال الحكم الخاصة بالدولة وعلى المستوى اللا حكومي في ظروف الحرب الأهلية.
السياسة العابرة للحدود الوطنية: ومن أشكالها مبادرات التجميع المناطقي والعلاقات متعددة الأطراف والصراعات الأممية والحراكات السياسية متعددة القوميات ومنطقيات التضامن الطائفي الديني وصعود القوميات الإثنية وسياسات الولاءات القطرية الموجهة للمغتربين، إلخ.